الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٧

الرؤية الفلسفية


الرؤية الفلسفية :

فى هذه القصة عبر البـدوى عن صورة الشعب الذى مزقه الاحتلال ، ويتحين الفرصة للخلاص ، ويتطلع لتحرير أرضه :

بين فيها موقف المحتل من حادثة قتـل العسـكرى الإنجليـزى ، واعتماد سلطات الاحتلال على بعض النفوس المريضـة التى تعيش بيننـا ويعتمـد عليها فى تحقيق اغراضه .

فلم يقيد الواقعة ضد مجهول بعد أن أتعبه البحث ، ولم يتوصلوا بعد جهود طويلة إلى شىء ولم يسدلوا الستار ، ولكنه أرسل إلى القرية أحد الضباط من بنى وطنهم ، مصرى ، ولكن قلبه مملوء بالشر ، ويتفنن فى ممارسة انواعه .

وعلى الجانب الآخـر ، قدم نموذج للرجل الصعيدى الشهم الذى يتميز بجسارة القلــب وقـوة الشخصـية ، لم يقبـل لأهـل بلده الهوان ولم يرض لهم بالذلة ، وخاصة من ضابط من بنى وطنه أصابه الغرور مزهو بنفسه ويحس بقدرته على أن فى استطاعته أن يحصل على ما يريد بقـوة ساعده واتخـذ من الأهـالى مجـالا للتنفيس عن نفسـه المريضـة ، هذه الشخصية ـ الرجل الصعيدى ـ حينما رأى العسكرى الإنجليزى وقد تسبب فى إنهاء حيـاة الصبى على تلك الصورة البشعة ، دون حسيب أو رقيب ، لم يتمالك نفسه وأنزل القصـاص ، وواجه مصيره بشجاعة ، وكشف عن نفسه ، وهو يعرف أنه سيموت حتما ، ومن هذا المنطلق ، يبين لنا البـدوى معدن الرجـل الذى نبت فى البيئة الصعيدية ، منبع الشخصيات القوية التى تمتلىء بالمروءة والشهامة .

كما أنه فى تلك القصة يبرز عنصرى الخير والشر فى الإنسان ، وكلاهما يمشى فى خطين متوازيين ، فإذا غلب الخير ، انطمس الشر واختفى ولكن إلى حين 0 وقد صحت نوازع الخير فى نفس الضابط المصرى فجـأة وبددت نوازع الشر ، ولم يقبض على القاتل لإيمانه بأن ما قام به الأشول واجـب على كل مصرى يدافع عن وطنه المسلوب.

ليست هناك تعليقات: