الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٧

آثار الحرب العالية الثانية على مدينة بور توفيق

بور توفيق

كانت الحرب دائرة على أشدها ، وهزائم الإنجليز تتوالى فى كل مكان ، وجنودهم فى الموانى المصرية مذعورين ، فيصخبون ويعربدون ، وكلما توالت هزائمهم اشتد ضجيجهم وصخبهم وهم يمرحون فى المدينة ، وكان معظم ساكنيها من الفرنجة .

وكان العمل فى شركات التأمين البحرى يسير منتظما وسريعا ، ولكن الإيراد قل بسبب الحرب ، والمراكب تحولت عن القناة ودارت حول رأس الرجاء الصالح .

وانطلقت فتيات من الفرنجة مع هؤلاء الجنود ، وكان كل شىء يدور فى طاحونة مادية .

وكان الناس يعيشون بحسهم ، ويلمسون أوراق البنكنوت بأيديهم وهم يحسبونها كل شىء فى الحياة .

وكان الظلام يلف المدينة فى وشاحه الأسود والهدوء يخيم عليها فى النهار .

وكل شىء يدل على أن هذه الحرب ستطول ، وأن هذه المجزرة البشرية ستنتهى على أبشع صورة ، وكان المصريون يتمنون هزيمتهم على ابشع صورة ، لأنهم يمثلون الظلم والاستعباد والفساد بكل صوره البشعة .

ليست هناك تعليقات: