الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٧

مقدمة


نشرت جميع أعمال محمود البدوى فى العنوان
 
=====

مقدمة
عزيزى القارىء
تناولت فى هذا الكتاب أكبر الشرور التى تواجه الإنسـان على الأرض ، ساعدنى فى ذلك كثرة أعمال محمود البدوى القصصية ، وإشـارته عنها فى الكثـير منـها ، فاستوعبـتها وهضمتها ، وأخرجتها على الورق ، وهدفت من وراء ذلك ألا أصيب القارىء بالملل ، عندما يجلس ويستعد للقراءة ، متبعا فى ذلك ما قاله البدوى ، من أن الاعمال الجيدة تجذبك من سطورها الثلاثة الأولى .
وهى ليست معلومات صماء ، بل هى معلومات حية ، وكأنها متحركة تنبض بالحياة وتتحرك أمام عينى "من وجهة نظرى" حاولت فيها تصوير المواقف والأحداث ، بحيث يستطيع القارىء أن يلم بأحوال مصر والمصريين منذ سنة 1919 وحتى سنة 1973. ولم أضف اليها أية معلومة من خارج نطاق قصص البدوى ، ولم أستعن بأى مرجع ـ كما ترى بعد حديثى معك ـ فبعد كل عنوان إشارة إلى أسماء القصص التى رجعت اليها". وقد استخدمت أسلوب البـدوى الذى عبر به عن مشـاعره وأحاسيسه ، ولم يكن ذلك عن قصد ، ولكنه خرج من داخلى لكثرة قراءتى لأعمال هذا الفنـان الكبير ، وتأثيره فى نفسى ، وأكاد أن أكون قد حفظت أعماله كلها عن ظهر قلب ، أضف إلى ذلك ، أننى وجدت نفسى دون أن أشـعر ، أتغلـغل فى أعماقه ، واستطعت بإمكاناتى ، أن أرى الهدف والمقصود من وراء كل كلمة ، وكل جملة ، وما وراء السطور .
فلقد استخدمت أسلوبه السهل البسـيط ولغته العربية الجميلة ، فكتبت كما كان يكتب البدوى ، حتى تشـاركنى فى رؤية الحدث ، وكأنك عاصرته وعايشته واشتركت فيه .
واخترت فترات هامة فى تاريخ مصر ، لأبين يقظة الشـعب المصرى ، وأنه قوة هائلة لها تأثيرها ويصعب تدميرها ، بعدما حاق به من ظلم عبر قرون وقرون .
كان البدوى لايحب السياسة ويكرهها ، كما كرهها الإمام محمد عبده ، ولكنه كان ملما بالشئون السياسية ، ولم ينتم إلى حزب من الأحزاب ، ولم يدين بالولاء لمبادئ أى منها ، بل كان مصريا خالص المصرية ، ويتبين ذلك فى قصصه ، فهو لم يشر إلى شخصية وفدية أو سعدية أو خلافهما ، لأن البطل عنده ، هو مصرى خالص المصرية .
ولقد كان بعيد النظر فى تقديره للأمور ، وما عليه حال الأمة العربية ، انظر إلى ما قاله لصاحبتـه فى أول عمل أدبى له،"رواية الرحيل المنشوره فى عام1935" وكان عمره فى ذلك الوقت لا يتجاوز السادسة والعشرين .. قال :
"أفكر فى الشرق الحالم الراقد المستسلم لجبروت الغرب وظلمه وعدوانه ، يرى بعينيه الليث الكاسر يتوثب ليبتلعه ، وهو مع هذا راقد حالم خاضع ذليل ، كأنه لايبصر ولا يـرى ولا يدرك ولا يحس".على عبد اللطيفالنزهة الجديدة
1/5/2004
========================

ليست هناك تعليقات: